القرنية هي العدسة الشفافة التي تغطي سطح العين، ودورها الأساسي هو المساهمة في كسر أشعة الضوء الساقط على العين -بمساعدة عدسة العين الداخلية- وتركيزه على الشبكية، والتي بدورها تقوم بتحويل هذا الضوء إلى إشارات كهربية يترجمها المخ إلى الصورة التي نراها.
وحتى تتم هذه العملية يجب أن تكون عدسة العين شفافة تمامًا، ويجب أن يكون سطحها معتدلًا، وذلك حتى ينكسر الضوء بصورة صحيحة.. ولكن قد تصاب القرنية ببعض الأمراض أو المشكلات التي من شأنها أن تؤثر على شفافية العدسة أو درجة تحدبها.. وبالتالي تتأثر الرؤية لدى المريض.. وبعض هذه المشكلات لا يمكن علاجها إلا من خلال عملية زراعة القرنية.
ما هي عملية زراعة القرنية؟ ومتى نحتاجها؟ وما هي أنواع زرع القرنية؟ وما هي أحدث التقنيات المستخدمة في ذلك؟ إجابات هذه الأسئلة وأكثر في السطور القادمة.
ما هي عملية زراعة القرنية؟
زرع القرنية هي عملية تهدف إلى استئصال القرنية المريضة أو المسببة لضعف النظر واستبدالها بأخرى من متبرعٍ متوفى بغرض تحسين النظر ووقاية المريض من التعرض لأي مضاعفات خطيرة.
متى نحتاج عملية زرع القرنية؟
إن عملية زرع القرنية هي واحدة من أهم العمليات التي تُجرى في العين، ويتم اللجوء إليها في حالات خاصة.. وهذه هي الدواعي الطبية التي تستوجب إجراء عملية زراعة القرنية.
زرع القرنية لكفاءة الرؤية البصرية
إن السبب الأشهر للجوء لعمليات زرع القرنية هو وجود مرض أو مشكلة ما في القرنية تؤثر على كمية أو كفاءة الرؤية، فيتم إجراء عملية زراعة القرنية المخروطية بهدف استعادة الرؤية إلى ما كانت عليه، ولذا سمي هذا النوع بالجراحة البصرية، أي التي تهدف لعلاج مشكلة بصرية ناشئة عن مرض القرنية.
وهذه أمثلة لتلك الأمراض:
- القرنية المخروطية في مراحلها المتطورة، وهو المرض الذي يتسبب في زيادة درجة تحدب القرنية، وتعرج سطحها وترققها مع مرور الوقت، مما يضعف البصر بشكل كبير.
- عتامة أو سحابة القرنية: والتي قد تكون إما عتامة وراثية أو مكتسبة بعد حدوث قرحة أو التهاب ميكروبي بالقرنية.
زرع القرنية العلاجية
من اسباب زراعة القرنية أيضًا إصابتها بأمراض مثل العدوى البكتيريا أو الفطرية، حيث يكون أحيانا التخلص من القرنية واستبدالها بأخرى سليمة هو الطريقة الوحيدة لاستئصال التلوث البكتيري أو الفطري الموجود بها. وقد يؤدي الإبقاء على القرنية المصابة إلى مضاعفات خطيرة على العين، وقد يكون سببًا رئيسيًا في الإصابة بالعمى، ولذا يكون قرار إجراء زرع القرنية حينها قرارًا علاجيًا ووقائيًا.
ما هي أنواع عملية زرع القرنية؟
لهذه العملية نوعان رئيسيّان، هما:
زرع القرنية الكلي
زرع القرنية الكلي هي العملية الأشهر والأقدم، وتعتمد على استئصال القرنية بالكامل، وزرع قرنية أخرى مكانها، وذلك بعد عمل قطع مماثل في القرنية القديمة والجديدة.
زرع القرنية الطبقي (الجزئي)
يعتبر هذا النوع من أنواع عملية زراعة القرنية هو الأحدث والأفضل، فبخلاف عملية الزراعة الكلية التي كانت تستأصل الأنسجة المريضة من القرنية والأنسجة غير المريضة، تستهدف الزراعة الطبقية استبدال الأنسجة المتضررة فقط.
ففي بعض الأحيان تكون الطبقة السطحية من القرنية هي المتضررة، وفي أحيان أخرى تكون بطانة القرنية هي المتضررة، وحينها يُجرى زرع القرنية لاستئصال الطبقات والأنسجة المتضررة فقط، ومن ثم زرع الأجزاء المطابقة لها من قرنية المتبرع.
وقد ساهمت هذه العملية في تقليل فترة التعافي بعد العملية، وخفض معدّلات الرفض المناعي للقرنية.. والأهم من ذلك، أنها حافظت على أكبر قدر من القرنية الطبيعية الخاصة بالمريض.
أحدث تقنيات زراعة القرنية
قديمًا كانت عملية زراعة القرنية تُجرى عن طريق القاطع الجراحي، والذي كان يعتمد على مهارة يد الطبيب في عمل قطع في قرنية المريض وقرنية المتبرع، وكان هذا القطع يتم بشكل دائري فقط.. كلّ ذلك كان يؤثر على فترة التعافي بعد العملية وعلى معدلات اللفظ المناعية للقرنية المزروعة.
ولكن حديثًا تم الاستعانة بليزر الفيمتو ثانية الذي يقوم بعمل قطع دقيق للغاية في قرنية المريض وقرنية المتبرع، وبأشكال مختلفة، مثل شكل المشروم أو الشكل المتعرج، ويساعد ذلك في سرعة التئام القرنية المزروعة مع أنسجة قرنية المريض.
ظهرت أيضا بعض أنواع قواطع القرنية الحديثة والتي تقوم بتثبيت القرنية بطريقة دقيقة جدا أثناء عملية القطع مما يعطي دقة تضاهي دقة الفمتوليزر في كفائة ومركزية القطع.
كيف تُجرى عملية زراعة القرنية؟
يتم إجراء عملية زرع القرنية بعد إجراء العديد من الفحوصات الهامة، وذلك لمعرفة طبيعة المشكلة الموجودة في قرنية المريض، وما إذا كان يعاني من أي من أمراض العيون الأخرى أم لا، ومن ثم تحديد نوع الجراحة التي يحتاجها المريض، سواء كانت عملية زرع القرنية الكلية، أم الزراعة الطبقية.
وتُجرى خطوات عملية زرع القرنية على النحو التالي:
- تخدير العين موضعيًا، وإعطاء المريض بعض المهدئات حتى لا يشعر بالانزعاج أثناء العملية (في بعض الأحيان قد يلجأ الأطباء إلى تخدير المريض تخديرًا عامًا).
- عمل قطع في قرنية المريض بواسطة الفيمتو ليزر أو القواطع الحديثة، سواء كان ذلك لاستئصال القرنية بالكامل أو طبقات منها بحسب ما وضحناه سابقًا.
- مطابقة ذلك القطع في قرنية المتبرع.
- زرع أنسجة قرنية المتبرع التي تم تحضيرها وخياطتها مع أنسجة القرنية الخاصة بالمريض.
وبهذا تنتهي خطوات العملية بالكامل، ويعطي الطبيب للمريض عدة نصائح بعد عملية زراعة القرنية حتى تمر فترة التعافي بسلام.
كم تستغرق عملية زراعة القرنية؟
عادة ما تستغرق عملية زراعة القرنية في يد الجراح الماهر ما بين الساعة والساعة ونصف حسب نوع عملية الزراعة، ويعتمد ذلك على نوع العملية والأدوات المستخدمة في إجرائها.
ما هي نسبة نجاح زراعة القرنية في مصر؟
إن نسبة نجاح عملية زرع القرنية بنوعيها الكلية والطبقية في يد الجراح الماهر ذو الخبرة يتجاوز الـ 95% ، بل ويؤكد بعض الأطباء أن نسبة نجاح الزراعة الطبقية للقرنية تتجاوز الـ 99%، وذلك لقلة التدخل الجراحي، وبقاء أجزاء كبيرة من أنسجة القرنية الأصلية مما يؤدي إلى تقليل معدلات الرفض المناعي، واستخدام ليزر الفيمتو ثانية الذي أحدث طفرة كبيرة في مجال زراعة القرنية.
ملحوظة: تزيد نسبة النجاح أو تقل بناءًا على نوع الإجراء والأدوات المستخدمة في العملية، ومهارة الجرّاح وقدرته على التشخيص الجيد للحالة قبل إجراء العملية، ومن ثم اختيار الإجراء الأنسب لها.
ومما ينبغي الإشارة إليه، أن نجاح العملية يعتمد أيضًا على مدى التزام المريض بالتعليمات التي يصفها له الطبيب بعد العملية.
تعرفوا أيضاً على
تكلفة عملية زراعة القرنية في مصر
نصائح بعد عملية زراعة القرنية